سنة سبع وثمانين ومائة

فيها- على ما قاله في «العبر» [1]- خلعت الرّوم من الملك الست ريني [2] وهلكت بعد أشهر، وأقاموا عليهم نقفور [3] والرّوم تزعم أن نقفور من ولد جفنة الغساني الذي تنصر، وكان نقفور قبل الملك يلي الديوان، فكتب نقفور هذا الكتاب:

من نقفور ملك الرّوم، إلى هارون ملك العرب.

أما بعد: فإن الملكة كانت قبلي أقامتك مقام الرّخّ [4] وأقامت نفسها مقام البيذق [5] فحملت إليك من أموالها وذلك لضعف النساء وحمقهنّ، فإذا قرأت كتابي هذا فاردد ما حصل قبلك وافتد نفسك، وإلّا فالسيف بيننا.

فلما قرأ الرّشيد الكتاب اشتد غضبه وتفرّق جلساؤه خوفا من بادرة تقع منه. ثم كتب بيده على ظهر الكتاب:

من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الرّوم. قرأت كتابك يا ابن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015