ما حلّ قطّ أبي أرضا أبوك بها [1] ... إلّا وأعطاه قنطارا من الذّهب [2]
فأعطاه قنطارا [من الذهب] [3] والقنطار ألف أوقيّة ومائتا أوقيّة، وقيل: غير ذلك.
ومثل هذه الحكاية ما روي أنه لما حبس عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه- الحطيئة في هجوه للناس كتب إليه:
ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ ... حمر الحواصل لا ماء ولا شجر
ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة ... فارحم عليك سلام الله يا عمر
أنت الّذي قام فيهم بعد صاحبه ... ألقت إليك مقاليد النّهى البشر
ما آثروك بها إذ قدّموك لها ... لكن لأنفسهم قد كانت الأثر [4]
فأطلقه وشرط عليه أن يكفّ لسانه. فقال له: إذ منعتني التكسّب بلساني فاكتب لي إلى علقمة بن علاثة [5] العامري. فامتنع عمر. فقيل له:
يا أمير المؤمنين، ما عليكم في ذلك؟ فاكتب له، فإنه ليس من عمّالك، وقد تشفّع بك إليه. فكتب [له بما أراد] [6] ، ورحل إليه، فصادف النّاس منصرفين من جنازته وولده واقف على قبره، فأنشد الحطيئة:
لعمري لنعم المرء من آل جعفر ... بحوران أمسى علّقته الحبائل
فإن تحي لا أملل [7] حياتي وإن تمت ... فما في حياتي بعد موتك طائل