بذلك الوالد في إجازته له [1] وقرأ على النّور السّنفي [2] قطعة من «البخاري» و «مسلم» وحضر عنده دروسا من المحلّي و «شرح 1) البهجة» ، وأجاز له، وقرأ بها شرح منلا زاده على «هداية الحكمة» وعلى محب الدّين التبريزي، مع سماعه عليه في التفسير، وقرأ قطعتين صالحتين من «المطوّل» و «الأصفهاني» على الشيخ أبي الفتح الشّبستري [3] ، ورحل إلى القسطنطينية سنة ثمان وخمسين، فأخذ «رسالة الأسطرلاب» عن نزيلها الشيخ غرس الدّين الحلبي، واجتمع بالفاضل المحقّق السيد عبد الرحيم العبّاسي، واستجاز منه رواية «البخاري» فأجاز له فمدحه بقوله:

لك الشّرف العالي على قادة النّاس ... ولم لا وأنت الصّدر من آل عبّاس

حويت علوما أنت فيها مقدّم ... وفي نشرها أضيحت ذا قدم راس

وفقت بني الآداب قدرا ورتبة ... وسدتهم بالجود والفضل والباس

فيا بدر أفق الفضل يا زاهر السّنا ... ويا عالم الدّنيا ويا أوحد الناس

إلى بابك العالي أتاك ميمما ... كليم بعضب عدت أنت له آس

فتى عاري الآداب بادي الحجا فما ... سواك لعار عن سنى الفضل من كاس

فأقبسه من مشكاة نورك جذوة ... وعلّله من ورد الفضائل بالكأس

وسامحه في تقصيره ومديحه ... فمدحك بحر فيه من كل أجناس

فلا زلت محمود المآثر حاوي ال ... مفاخر مخصوصا بأطيب أنفاس

مدى الدّهر ما احمرّت خدود شقائق ... وما قام غصن الورد في خدمة الآس

ودرّس وأفاد، وصنّف وأجاد، وله شرح على «المغني» جمع فيه بين حاشيتي الدّماميني والشّمنّي، وشرح شواهده للسيوطي، وكتب ونظم الشعر الحسن.

فمن شعره في مليح لابس أسود:

ماس في أسود اللباس حبيبي ... ورمى القلب في ضرام بعاده

طور بواسطة نورين ميديا © 2015