وألّف لسلطان الرّوم بايزيد بن عثمان «الدّر المنظوم في مناقب سلطان الرّوم» ومدحه وغيره من أمرائه، فرتّب له خمسين دينارا في كل سنة، ومدح السّيد بركات الحسني صاحب مكة، واقتصر على مدحه، وحظي عنده لبلاغته، حتّى صار متنبي زمانه، ثم أصيب بكثرة الأمراض في آخره.

ومن نظمه الفائق القصيدة العجيبة التي منها:

خذ جانب العليا ودع ما يترك ... فرضي البريّة غاية لا تدرك

واجعل سبيل الذّلّ عنك بمعزل ... فالعزّ أحسن ما به تتمسّك

وامنح مودّتك الكرام فربّما ... عزّ الكريم وفات ما يستدرك

وإذا بدت لك في عدوّ فرصة ... فافتك فإن أخا العلا من يفتك

ودع الأماني للغبيّ فإنّما ... عقبى المنى للحرّ داء مهلك

من يبتغي سببا بدون عزيمة ... ضلّت مذاهبه وعزّ المدرك

تعست مداراة العدوّ فإنها ... داء تحول به الجسوم وتوعك

وهي طويلة [1] .

وتوفي بمكة المشرفة يوم الثلاثاء، من ذي [2] الحجة ودفن بالمعلاة.

وفيها تقي الدّين باكير الرّومي الشيخ الفاضل [3] ناظر التكية السليمية، وولي نظارة الجامع الأموي.

قال في «الكواكب» : نزل عند شيخ الإسلام الجدّ، وكان من أصحابه وتلاميذه، وترجمته بالولاية والفضل، ثم عزل من الجامع الأموي وأعطي تولية التكية السّليمية، ثم عزل عنها بالشيخ أبي الفتح بن مظفّر الدّين المكّي، ثم سافر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015