ولد بحضر موت بتريم سنة أربعين وثمانمائة، ثم ارتحل إلى عدن، وأخذ عن الإمامين محمد بن مسعود باشكيل، ومحمد بن أحمد باحميش، وجدّ في الطلب، ودأب حتّى برع في العلوم، وانتصب للتدريس والفتوى، وكان من أعلام الدّين والتّقوى إماما، كبيرا، عالما، عاملا، محقّقا، ورعا، زاهدا، مقبلا على شأنه، تاركا لما لا يعنيه، ذا مقامات، وأحوال، وكرامات. حسن التعليم، لين الجانب، متواضعا، صبورا، مثابرا على السّنّة معظما لأهل العلم. وكان هو وصاحبه عفيف الدّين [1] بامخرمة عمدة الفتوى بعدن، وكان بينهما من التوادد [2] والتناصف ما هو مشهور، حتى كأنهما روحان في جسد.
وأفرد المترجم بالترجمة.
وله تصانيف نافعة منها: «مختصر الأنوار» المسمّى «نور الأبصار» ، و «شرح تراجم البخاري» واختصر «قواعد الزركشي» وشرحه، وكتاب «العدّة والسّلاح لمتولى عقود النّكاح» ، و «شرح المدخل» ، و «شرح البرماوية» ، وغير ذلك.
ومن شعره [3] :
إنّ العيادة يوم بين [4] يومين ... واجلس قليلا كلحظ العين بالعين
لا تبرمنّ مريضا في مساءلة ... يكفيك من ذاك تسآل بحرفين
وتوفي يوم السبت خامس عشر شوال بعدن.
وفيها بدر الدّين الحسين بن الصّدّيق بن الحسين بن عبد الرحمن الأهدل اليمني الشافعي [5] .