ثم حج سنة سبعين، وجاور، وحدّث هناك بأشياء من تصانيفه وغيرها، ثم حجّ في سنة خمس وثمانين، وجاور سنة ست وسبع، وأقام منهما ثلاثة أشهر بالمدينة النبوية، ثم حج سنة اثنتين وتسعين، وجاور سنة ثلاث وأربع، ثم حجّ سنة ست وتسعين وجاور إلى أثناء سنة ثمان، فتوجه إلى المدينة فأقام بها أشهرا، وصام رمضان بها، ثم عاد في شوالها إلى مكّة وأقام بها مدة، ثم رجع إلى المدينة وجاور بها إلى أن مات، وحمل الناس من أهلهما والقادمين عليهما عنه الكثير جدا، وأخذ عنه من لا يحصى كثرة.
وألّف كتبا إليها النهاية لمزيد علوه وفصاحته.
من مصنفاته «الجواهر والدّرر في ترجمة الشيخ ابن حجر» و «فتح المغيث بشرح ألفية الحديث» لا يعلم أجمع منه ولا أكثر تحقيقا لمن تدبره [1] ، و «الضوء اللامع لأهل القرن التاسع» في ست مجلدات ذكر فيه لنفسه ترجمة على عادة المحدّثين [2] ، و «المقاصد الحسنة في الأحاديث الجارية على الألسنة» [3] وهو أجمع وأتقن من كتاب السيوطي المسمى ب «الجواهر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة» [4] وفي كل واحد منهما ما ليس في الآخر، و «القول البديع في الصّلاة على الحبيب الشفيع» [5] و «عمدة المحتج في حكم الشطرنج» و «الإعلان بالتوبيخ