وهذا خفوق البرق والقلب الذي ... تطوى عليه أضالعي خفّاق

وله قد جاءه مولود:

هذا الصّغير الذي وافى على كبري ... أقرّ عيني ولكن زاد في فكري

سبع وخمسون لو مرّت على حجر ... لبان تأثيرها في ذلك الحجر

الوزير عون الدّين بن المظفّر يحيى بن هبيرة [1] وزير المقتضي لأمر الله العباسي وولده وهو مؤلّف كتاب «الإفصاح عن معاني الصّحاح» و «شرح البخاري ومسلم» في عدة مجلدات، منها مجلد ضخم في شرح حديث: «من يرد الله به خيرا يفقّهه في الدّين» [2] وهو موجود في دار الكتب العربية شرح فيه الحديث، وتكلّم على معنى الفقه، وآل به الكلام إلى أن ذكر مسائل الفقه المتفق عليها والمختلف فيها بين الأئمة الأربعة المشهورين وسنفرد له مقالة مخصوصة من شعره كما رواه الإمام الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي:

يلذّ بهذا العيش من ليس يعقل ... ويزهد فيه الألمعيّ المحصّل

وما عجب نفس [أن] ترى الرأي إنما ال ... عجيبة نفس مقتضى الرأي تفعل

إلى الله أشكو همّة دنيوية ... ترى النّصّ إلّا أنّها تتأول

ينهنهها موت الشّباب فترعوي ... ويخدعها روح الحياة فتغفل

وفي كل جزء ينقضي من حياتها ... من الجسم جزء بالفنا [3] يتحلّل

فنفس الفتى في سهوها وهي تنقضي ... وجسم الفتى في شغله وهو يعمل

وقال ابن الجوزي وأنشدني لنفسه:

والوقت أنفس ما عنيت بحفظه ... وأراه أسهل ما عليك يضيع

قال وأنشدني أيضا لنفسه:

الحمد لله هذا العين لا الأثر ... فما الذي باتّباع الحقّ ينتظر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015