وذكر في ترجمة السّمعاني المؤرّخ أنه بفتح السين ويجوز كسرها، نسبة لسمعان بطن من تميم.
ومما امتاز به الكتاب المذكور ذكره لعدة من النساء العالمات الفاضلات مما يدلّ على اعتناء الأقدمين بتعليم المرأة حتّى كنّ أستاذات لكثير من كبار العلماء المؤلّفين.
ومما يقضي بالعجب أن جلّهنّ إن لم يكن كلهنّ عمّرن كثيرا، فلا تجد منهنّ من ماتت إلّا عن أكثر من ستين سنة كما ترى فيما يلي، ولعل ذلك لأنّهنّ كن في معيشتهن على ما يقتضيه العلم من الآداب الجسمانية والنفسانية:
فمنهن أمّ الكرام (وفي ثبت القسطلاني ستّ الكرام) كريمة بنت أحمد بن حاتم المروزيّة [1] المجاورة، بمكّة. روت «الصحيح» (أي البخاري) عن الكشميهني، عن الفربري، عن مؤلّفه. وكانت تضبط لكتّابها، وتقابل بنسخها، ولها فهم ونباهة، وما تزوجت قطّ. توفيت سنة (463) وقيل: إنها بلغت المائة.
قاله في «العبر» [2] . وعدّها ابن الأهدل من الحفّاظ.
ومنهن بيبى بنت عبد الصمد بن علي أمّ الفضل وأمّ عربية الهرثمية الهروية لها جزء مشهور ترويه عن عبد الرحمن بن أبي شريح توفيت سنة (475) [3] أو التي بعدها وقد استكملت تسعين سنة.
ومنهن فاطمة بنت الشيخ أبي علي الدّقاق زوجة القشيري [4] صاحب «الرسالة القشيرية» المشهورة. كانت كبيرة القدر، عالية الإسناد، من عوابد زمانها.
روت عن أبي نعيم، [الإسفراييني] والعلوي، والحاكم، وطائفة. توفيت في ذي القعدة سنة (480) عن تسعين سنة.