المؤلّف بغية مراجعة النقول عليها، وسافرت من أجل ذلك إلى العديد من الأقطار، وراسلت جهات علمية كثيرة للحصول على بعض المصورات لأصول لم تطبع بعد، وكان للمؤلف- رحمه الله- معها وقفات مطولة، فبعضها حصلت عليه بنفسي وبعضها حصّلته عن طريق بعض الخلّص من أصدقائي، وفي طليعتهم أخيّ وصديقي الفاضل الدكتور خالد عبد الكريم جمعة رجل العلم المحب للتراث العزيز.
3- انصرفت عنايتي نحو أمر أعتقد أنه من أول واجبات المشتغل بالتراث ألا وهو مقابلة النقول على مصادرها المخطوطة والمطبوعة ما استطعت إلى ذلك سبيلا، فاستدركت باتباع هذا المنهج الكثير من السقط، وصحّحت الكثير من التحريف والتصحيف اللّذين لحقا بألفاظ كثيرة في مواطن مختلفة من الكتاب.
4- اجتهدت في الإحالة على أهم المصادر التي شاركت كتابنا في إيراد تراجم الأعلام المترجمين، ولم أتوسع في ذكر المصادر لثقتي بأن الوصول إليها ليس بالعسير على طالب العلم الجاد المجتهد بإذن الله تعالى، ولو فعلت ما فعله غيري في هذا الاتجاه لزاد حجم الكتاب زيادة كبيرة دونما طائل.
والآن وقد انتهيت من تحقيق الكتاب وانصرفت إلى إعداد فهارسه التي أرجو أن تفي بحاجة الباحثين وطلبة العلم بعون الله تعالى وتوفيقه، فقد رأيت من تمام الفائدة أن أتبع «الفهارس» بإصدار «مستدرك» في مجلد مستقل أجمل فيه ما وقفت عليه بنفسي من الخطأ، والوهم، والتحريف، والتصحيف، والاستدراك في هذه الطبعة، وما تفضل بالكتابة لي عنه بعض أفاضل أهل العلم، وما سيصلني من التصحيح والاستدراك من الكرام من أهل العلم لاحقا، وسوف أحرص على إصدار «المستدرك» في أول عام (1417) هـ إن شاء الله تعالى.
وأغتنم هذه المناسبة لأجدد ما سبق لي قوله من قبل: إن هذا الكتاب هو في نهاية الأمر إرث لأفراد الأمّة جميعهم، والنصح للقائمين على تحقيقه وإخراجه هو نصح للناطقين بالعربية في مشارق الأرض ومغاربها، راجيا من جميع العاملين في فنّ التحقيق وسواهم أن لا يبخلوا عليّ بملاحظاتهم وتصويباتهم، ولسوف أذكر