إذا رأته قريش قال قائلها [1] ... إلى مكارم هذا ينتهي الكرم

هذا ابن خير عباد الله كلّهم ... هذا التّقيّ النّقيّ الطّاهر العلم

يسمو إلى ذروة العزّ التي عجزت ... عن نيلها عرب الإسلام والعجم

يكاد يمسكه عرفان راحته ... ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم [2]

بكفّه خيزران ريحه عبق ... من كفّ أروع في عرنينه شمم

يغضي حياء ويغضى من مهابته ... فما يكلّم إلّا حين يبتسم

يبين نور الضّحى من بدر غرّته ... كالشّمس ينجاب من إشراقها القتم [3]

مشتقّة من رسول الله نبعته ... طابت عناصره والخيم والشّيم

الله شرّفه قدرا وعظّمه ... جرى بذاك له في لوحه القلم

هو ابن فاطمة إن كنت جاهله ... بجدّه أنبياء الله قد ختموا

وليس قولك من هذا بضائره ... العرب تعرف من أنكرت والعجم

كلتا يديه غياث عمّ نفعهما ... تستوكفان ولا يعروهما عدم

سهل الخليقة لا تخشى بوادره ... يزينه اثنان حسن الخلق والشّيم

حمّال أثقال أقوام إذا فدحوا ... حلو الشّمائل تحلو عنده النعم

لا يخلف الوعد ميمون نقيبته ... رحب الفناء أريب حين يعتزم

عمّ البريّة بالإحسان فانقشعت ... عنه الغياية [4] والإملاق والعدم

من معشر حبّهم دين وبغضهم ... كفر وقربهم منجى ومعتصم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015