لا يزال يخرج على السلطان ويترامى على الشّرّ، ويلج في مضايق الفتن حبّا في الرئاسة. انتهى كلام المقريزي.

وعدّة ابن ناصر الدّين في الحفّاظ وأثنى عليه [1] .

وتوفي بدمشق في يوم الأربعاء عشر ربيع الآخر عن خمس وستين سنة وسبعة أشهر وأيام.

وفيها شهاب الدّين أحمد بن رضي الدّين أبي بكر بن موفق الدّين علي بن محمد النّاشري الزّبيدي اليمني الشافعي [2] .

قال ابن حجر في «أنباء الغمر» : عني بالعلم، وبرع في الفقه، وشارك في غيره، وتخرّج به أهل بلده مدة طويلة، وولي قضاء زبيد، فراعى الحقّ في أحكامه فتعصبوا عليه فعزل، وانتهت إليه رئاسة الفتوى ببلده، وكان شديد الحطّ على صوفية زبيد المنتمين إلى كلام ابن العربي، وكان يستكثر من كلام من يرد عليه، فجمع من ذلك شيئا كثيرا في فساد مذهبه ووهاء عقيدته، اجتمعت به بزبيد ونعم الشيخ كان.

مات في خامس عشري المحرم وقد جاوز السبعين. انتهى.

وفيها شهاب الدّين أحمد بن محمد بن عماد بن علي المصري ثم المقدسي الشافعي الفرضي الحاسب ابن الهائم [3] .

ولد سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة، واشتغل بالقاهرة، وحصّل طرفا صالحا من الفقه، وعني بالفرائض والحساب، حتّى فاق الأقران، ورحل إليه النّاس من الآفاق، وصنّف التصانيف النّافعة في ذلك، ودرّس بالقدس في أماكن، وناب عن القمني في تدريس الصّلاحية مدة، فلما قدم نوروز القدس في هذه السنة لملاقاة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015