المسجد الأقصى بعد وفاة ولد البرهان بن جماعة، ثم طلب للقاهرة ليولّى القضاء فأدركه أجله بها في شهر رجب، وكان عفيفا، صارما، مع لين جانب، شريف النّفس، حسن المباشرة للأوقاف، مقتصدا في مأكله وملبسه.
وفيها جمال الدّين محمود بن علي القيصري الرّومي الحنفي، المعروف بالعجمي [1] .
قدم القاهرة قديما [واشتغل بالفنون، ومهر، وولي الحسبة مرارا، ثم نظر الأوقاف، ودرّس بالمنصورية في التفسير] [2] وولي مشيخة الشيخونية، وقضاء الحنفية، ونظر الجيش. وكان بحالة إملاق، ثم وصل إلى ما وصل إليه، حتّى قال: هذا الذي حصل لي- أي من الغنى- غلطة من غلطات الدهر، وكان عنده دهاء، مع حشمة زائدة وسخاء، وكان فصيحا بالعربية والتركية والفارسية، كثير التأنق في ملبسه ومأكله. مات في سابع ربيع الأول.
وفيها يوسف بن أمين الدّين عبد الوهاب بن يوسف بن السّلّار الشّمّاع [3] .
حضر على الحجّار وغيره، وحدّث، وأجاز لابن حجر.
وتوفي في المحرم عن سبعين سنة، والله تعالى أعلم.