رجب عبد الرحمن البغدادي ثم الدمشقي الحنبلي الشهير بابن رجب [1] لقب جدّه عبد الرحمن، الشيخ الإمام العالم العلّامة، الزاهد القدوة، البركة، الحافظ، العمدة، الثقة، الحجّة، الحنبلي المذهب.
قدم من بغداد مع والده إلى دمشق وهو صغير سنة أربع أربعين وسبعمائة، وأجازه ابن النّقيب، والنّووي [2] ، وسمع بمكّة على الفخر عثمان بن يوسف، واشتغل بسماع الحديث باعتناء والده، وحدّث عن محمد بن الخبّاز، وإبراهيم بن داود العطّار، وأبي الحرم محمد بن القلانسي، وسمع بمصر من صدر الدين أبي الفتح الميدومي، ومن جماعة من أصحاب ابن البخاري، ومن خلق من رواة الآثار، وكانت مجالس تذكيره للقلوب صارعة وللناس عامة مباركة نافعة، اجتمعت الفرق عليه، ومالت القلوب بالمحبة إليه، وله مصنّفات مفيدة، ومؤلّفات عديدة، منها «شرح جامع أبي عيسى الترمذي» و «شرح أربعين النّواوي» [3] ، وشرع في شرح «البخاري» فوصل إلى الجنائز، سمّاه «فتح الباري في شرح البخاري» ينقل فيه كثيرا من كلام المتقدمين [4] ، وكتاب «اللطائف» [5] في الوعظ وأهوال القيامة، و «القواعد الفقهية» تدل على معرفة