مات في شوال عن ست وتسعين سنة وأشهر، ونزل الناس بموته درجة، ودفن بتربة جدّه بسفح قاسيون.

وفيها أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن جابر الأندلسي الهوّاري [1] المالكي النحوي الأعمى، رفيق أبي جعفر الرّعيني، وهما المشهوران بالأعمى والبصير.

كان ابن جابر هذا يؤلّف وينظم، والرّعيني يكتب، ولم يزالا هكذا على طول عمرهما إلى أن اتفق أن ابن جابر تزوّج فوقع بينه وبين رفيقه، فتهاجرا [2] ، ومات رفيقه في العام الماضي، وكتب ابن فضل الله في «المسالك» عن ابن جابر شيئا من شعره، ومات قبله بدهر، وذكر أنه حرص على أن يجتمع به فلم يتفق ذلك، وذكره الصّلاح الصّفدي في «تاريخه» ومات قبله بكثير.

ومن تصانيف ابن جابر «شرح الألفية» لابن مالك، وهو كتاب مفيد جليل يعتني بإعراب الأبيات، وله «نظم الفصيح» و «نظم كفاية المتحفظ» و «بديعية» نظمها عال، وله شرح على «ألفية ابن معطي» في ثلاث مجلدات، وأجاز لمن أدرك حياته.

وفيها محمد بن إسماعيل بن أحمد الدمشقي الفرّاء [3] الأشقر، الملقب بالقزل [4] .

سمع المزّي، وابن القرشية [5] ، والبرزالي، وجماعة من أصحاب ابن عبد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015