وفيها الرئيس العابد الأمين ضياء الدّين إسماعيل بن عمر بن الحموي الدمشقي [1] الكاتب.
سمع من خطيب القرافة، وشيخ الشيوخ، وكان ذا حظّ من صيام وقيام وإطعام وإيثار تام، بصيرا بالحساب، شارف الجامع مدّة والخزانة، وتوفي بدمشق في صفر عن اثنتين وتسعين سنة.
وفيها الملك أبو يحيى زكريا بن أحمد بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن محمد الهنتاني المغربي، ويعرف باللّحياني [2] وقد وزر أبوه لابن عمّه المستنصر بتونس مدة.
اشتغل زكريا في الفقه، والنحو، فبرع في ذلك، وتملّك تونس [3] ، وحجّ سنة تسع وسبعمائة، ورجع. فبايعوه في سنة إحدى عشرة ولقّبوه بالقائم بأمر الله، فاستمر سبع سنين، ثم تحوّل إلى طرابلس المغرب، وأخذت منه تونس، فتوجّه إلى الإسكندرية في سنة إحدى وعشرين، فسكنها. وكان قد أسقط ذكر المهدي المعصوم- أعني ابن تومرت- من الخطب.
وتوفي بالثّغر عن بضع وثمانين سنة.
وفيها المفتي الزّاهد القدوة شرف الدّين عبد الله بن عبد الحليم بن عبد السّلام بن [4] عبد الله بن [4] أبي القاسم الخضر بن محمد بن تيميّة الحرّاني ثم الدمشقي [5] الحنبلي الفقيه الإمام المتقن أبو محمد أخو الشيخ تقي الدّين.
ولد في حادي عشر محرم سنة ست وستين وستمائة بحرّان، وقدم مع أهله إلى دمشق رضيعا، فحضر بها على ابن أبي اليسر وغيره، ثم سمع ابن علّان، وابن