ولا لزاويته، وقد عرض عليه ذلك فلم يقبل. وكان لديه علم وفضل، وله فهم صحيح ومعرفة تامّة، وحسن عقيدة، وطوية صحيحة.

ومات في شهر صفر بزاويتهم في سفح قاسيون.

وفيها محمد بن عمر بن أحمد بن خشير [1] الزّاهد.

قال الشيخ عبد الرؤوف المناوي في «طبقاته» : كان عالما، عاملا، عارفا، كاملا، معروفا بالصّلاح، طائرا بجناح النّجاح، ذا كرامات مشهورة، وإشارات بين القوم مذكورة. وكان في بدايته يختلي في موضع [2] مشهود له بالفضل، فأقام فيه شهرا، فدخل رجل فسلّم وأحرم بركعتين، ثم صلى ثلاثة أيام ولم يجدد وضوءا.

قال صاحب الترجمة: فقلت هذا الرجل أعطي هذا الحال وأنت مقيم في هذا الموضع مدّة ما فتح عليك بشيء، ثم عزمت على الخروج، فالتفت إليّ وقال: يقرع أحدكم الباب مدة حتّى يوشك أن يفتح له ثم يعزم على الخروج، فأقمت فما تم لي أربعون يوما إلّا وكلي عين ناظرة.

وله كلام في الحقائق يدلّ على كمال فضله وتوسّعه في علوم المعارف، فمنه المجتبى مطلوب والمنيب طالب يَجْتَبِي إِلَيْهِ من يَشاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ من يُنِيبُ 42: 13 [الشورى: 13] والسلام على من اتبع لا من ابتدع.

وقال: رأس مال الفقير الثقة بالله وإفلاسه الرّكون إلى الخلق وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ 11: 113 [هود: 113] والظّلم تشترك فيه العامّة والخاصة، بدليل إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ 14: 34 [إبراهيم: 34] فإيّاك والركون [3] لغير الله، فتقع في الشّرك الخفي.

وقال: التعلق بغير الله تعب في الدنيا والآخرة، والإقبال عليه بالقلب راحة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015