وخالط النائب آقش الأفرم، وجرت له أمور لا يحسن ذكرها ولا يرشد أمرها، وأخرجت جهاته.
وانتقل إلى حلب فأقام بها مدة، ودرّس، ثم انتقل إلى الدّيار المصرية، ودرّس بالمشهد الحسيني، وجمع كتاب «الأشباه والنظائر» .
وأثنى عليه السّبكي كثيرا، وله نظم رائق وشعر فائق، منه [1] :
ليذهبوا في ملامي أيّة ذهبوا ... في الخمر لا فضّة تبقى ولا ذهب
لا تأسفنّ على مال تمزّقه [2] ... أيدي سقاة الطّلا والخرّد العرب
راح بها راحتي في راحها [3] حصلت ... فتمّ عجبي بها وازداد لي [4] العجب
فما كسوا راحتيّ من راحها حللا ... إلّا وعرّوا فؤادي الهمّ واستلبوا
إذ ينبع [5] الدّنّ [6] من حلو مذاقته ... والتّبر منسبك في الكأس منسكب
وليست الكيميا في غيرها وجدت ... وكلّ ما قيل في ألوانها كذب
قيراط خمر [7] على القنطار من حزن ... يعود في الحال أفراحا [8] وينقلب
عناصر أربع في الكأس قد جمعت ... وفوقها الفلك السيّار والشّهب
ماء ونار هواء أرضها قدح ... وطوقها فلك والأنجم الحبب
ما الكأس عندي بأطراف الأنامل بل ... بالخمس تقبض لا يحلو لها الهرب
شججت بالماء منها الرأس موضحة ... فحين أعقلها بالخمس لا عجب
وما تركت بها الخمس التي وجبت ... وإن رأوا تركها في بعض ما يجب