فاس، فقتلوه. ثم خرج عليه عبد الرحمن بن الجزارة [1] بالسّوس، وهزم الموحدين مرّات، ثم قتل واستولى ابن عمّة [2] ابن غانية على إفريقية كلها سوى بجاية وقسنطينية [3] فسار الناصر وحاصر المهديّة أربعة أشهر، ثم تسلّمها من ابن عمّة ابن غانية، وصار من خواص أمرائه، ثم خامر إليه سير أخو ابن غانية، فأكرمه أيضا.

قال عبد الواحد المراكشي في «تاريخه» : فبلغني أن جملة ما أنفقه في هذه السفرة مائة وعشرين حمل ذهب، ثم دخل الأندلس في سنة ثمان وستمائة، فحشد له الإذفنش [4] واستنفر عليه حتّى فرنج الشام وقسطنطينية الكبرى، وكانت وقعة الموضع المعروف بالعقاب، فانكسر المسلمون، وكان الذي أعان على ذلك أن البربر الموحّدين [5] لم يسلّوا سلاحا، بل جبنوا وانهزموا غيظا على تأخير أعطياتهم، وثبت السلطان ولله الحمد ثباتا كليا، ولولا ذلك لاستؤصلت تلك الجموع، ورجعت الفرنج بغنائم لا تحصى، وأخذوا بلد بيّاسة [6] عنوة، ثم مات بالسكتة في شعبان.

وفيها أبو النجم هلال بن محفوظ الرّسعني الجزري [7] الفقيه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015