الأصبهاني [1] في جمادى الأولى، عن إحدى وتسعين سنة. سمع من جعفر الثّقفي، وفاطمة الجوزدانية، وغيرهم.

وفيها أبو الحسن المعافري، خطيب القدس، علي بن محمد بن علي بن جميل المالقي [2] المالكي. سمع كتاب «الأحكام» من مصنّفه عبد الحق، وسمع بالشام من يحيى الثقفي وجماعة، وكتب وحصّل، ونال رئاسة وثروة مع الدّين والخير.

وفيها علي بن ربيعة بن أحمد بن محمد بن حينا الحربوي، من أهل حربا من سواد بغداد [3] . قدم بغداد في صباه، وصحب عمّه لأمّه أبا المقال سعد بن علي الخاطري، وقرأ عليه الأدب، وحفظ القرآن، وتفقّه في مذهب الإمام أحمد، وسمع الحديث من أبي الوقت، وسعيد بن البنا، وأبي بكر بن الزّاغوني، وغيرهم، وشهد عند الحكّام، وتوكل للخليفة الناصر، ورفع قدره ومنزلته، ثم عزل عن الوكالة.

وكان ذا طريقة حسنة [4] حميدة، وحسن سمت، واستقامة وعفّة ونزاهة، فاضلا، خيّرا، يكتب خطا حسنا على طريقة ابن مقلة. وسمع منه إسحاق العلثي، وكان يكره الرواية ويقل مخالطة الناس.

ذكره ابن النجار [5] وقال: توفي يوم السبت ثامن شوال، ودفن بباب حرب، وأظنه قارب السبعين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015