مشايخ لم يدركهم واختلق طباقا على الكتب بخطوط مجهولة تشهد بكذبه وتزويره. قاله ابن رجب ثم انتصر له.
وفيها زين الدّين أبو الحسن علي بن إبراهيم بن نجا بن غنائم الأنصاري الدّمشقي الفقيه الحنبلي الواعظ المفسر المعروف بابن نجية [1] نزيل مصر، سبط الشيخ أبي الفرج الشيرازي الجيلي.
ولد بدمشق سنة ثمان وخمسمائة فيما ذكره ابن نقطة، والمنذري، وغيرهما، وقال ابن الحنبلي: سنة عشر، وسمع بدمشق من أبي الحسن علي ابن أحمد بن قيس، وسمع درس خاله شرف الإسلام عبد الوهاب، وتفقّه، وسمع التفسير، وأحب الوعظ، وغلب عليه واشتغل به [2] .
قال ناصح الدّين: قال لي حفّظني خالي مجلس وعظ وعمري يومئذ عشر سنين، ثم نصب لي كرسيا في داره، وأحضر لي جماعة، وقال: تكلّم، فتكلمت، فبكى. قال: وكان ذلك المجلس يذكره وهو ابن تسعين سنة، وكان بطيء النسيان، يعظ بالعربية وغيرها، بعثه نور الدّين الشهيد رسولا إلى بغداد سنة أربع وستين وخلع عليه خلعة سوداء، فكان يلبسها في الأعياد، وسمع هناك الحديث من سعد الخير ابن محمد الأنصاري، وصاهره على ابنته فاطمة ونقلها معه إلى مصر، وسمع من غيره ببغداد، واجتمع بالشيخ عبد القادر [3] وغيره من الأكابر.
وقال سبط ابن الجوزي: كان ابن نجية قد اقتنى أموالا عظيمة، وتنعم تنعما زائدا، بحيث أنه كان في داره عشرون جارية للفراش تساوي كل جارية ألف دينار، وأما الأطعمة فكان يعمل في داره ما لا يعمل في دور الملوك،