فيها كانت وقعة الرّملة، سار صلاح الدّين من مصر، فسبى وغنم ببلاد عسقلان، وسار إلى الرّملة فالتقى الفرنج، فحملوا على المسلمين وهزموهم وثبت [1] السلطان وابن أخيه تقي الدّين عمر، ودخل الليل، واحتوت الفرنج على المعسكر بما فيه، وتمزّق العسكر وعطشوا في الرمال، واستشهد جماعة [وتحيّز صلاح الدّين] [2] ونجا، ولله الحمد. وقتل ولد لتقيّ الدّين عمر، وله عشرون سنة، وأسر الأمير الفقيه عيسى الهكّاري، وكانت نوبة صعبة، ونزلت الفرنج على حماة وحاصرتها أربعة أشهر لاشتغال السلطان بلم شعث العسكر.
وفيها توفي أرسلان [شاه] بن طغرل [3] بن محمد بن ملكشاه السلجوقي، سلطان أذربيجان. كان له السكّة والخطبة، والقائم بدولته زوج أمه إلدكز [4] ، ثم ابنه البهلوان، فلما توفي خطبوا لولده طغرل [5] الذي قتله خوارزم شاه.