تعنى بما يفنى وتترك ما به ... تغنى كأنّك للحوادث آمن
أو ما ترى الدّنيا ومصرع أهله ... فاعمل ليوم فراقها يا خائن
واعلم بأنّك لا أبا لك في الذي ... أصبحت تجمعه لغيرك خازن
يا عامر الدّنيا أتعمر منزلا ... لم يبق فيه مع المنيّة ساكن
الموت شيء أنت تعلم أنّه ... حقّ وأنت بذكره متهاون
إنّ المنيّة لا تؤامر من أتت ... في نفسه يوما ولا تستأذن
فقلت: الحمد لله الذي وفّق أمير المؤمنين لإنشاد مثل هذه الأبيات.
فقال: بل لله المنّة إذ ألهمنا [1] لذكره، ووفّقنا لشكره. ألم تسمع قوله الحسن البصريّ في أهل المعاصي؟: هانوا عليه فعصوه، ولو عزّوا عليه لعصمهم.
وقال السيوطي في «تاريخ الخلفاء» [2] : قال الذهبي: كان في هذا العصر رأس الأشعرية أبو إسحاق الإسفراييني، ورأس المعتزلة القاضي عبد الجبّار، ورأس الرافضة الشّيخ المفيد [3] ، ورأس الكرامية محمد بن الهيصم [4] ورأس القرّاء أبو الحسن الحمامي، ورأس المحدّثين الحافظ عبد الغني بن سعيد، ورأس الصوفية أبو عبد الرحمن السّلمي، ورأس الشعراء أبو عمر بن درّاج، ورأس المجودين ابن البوّاب، ورأس الملوك السلطان محمود بن سبكتكين.
قلت [5] : ويضم إلى هذا رأس الزنادقة الحاكم بأمر الله، ورأس اللّغويين الجوهري، ورأس النّحاة ابن جنّي [ورأس البلغاء البديع، ورأس