وفيها أبو محمد النّحاس، عبد الرحمن بن عمر المصري البزّاز [1] ، في عاشر صفر، وكان مسند الدّيار المصرية ومحدّثها، عاش بضعها وتسعين سنة، وسمع بمكّة من ابن الأعرابي، وبمصر من أبي الطاهر المديني، وعلي بن عبد الله بن أبي مطر، وطبقتهما، وأول سماعه في سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة.

وفيها أبو الحسن التّهامي [2] ، علي بن محمد الشاعر، له «ديوان» مشهور [3] ، دخل مصر بكتب من حسّان بن مفرج، فظفروا به وقتلوه سرّا في جمادى الأولى.

قال ابن بسام الأندلسي في كتاب «الذخيرة» [4] في حقه: كان متميّز [5] الإحسان، ذرب اللسان، مخلّى بينه وبين ضروب البيان، يدل شعره على فوز [6] القدح، دلالة النسيم على الصبح، ويعرب عن مكانه من العلوم إعراب الدّمع عن سرّ الهوى المكتوم.

وقال ابن خلّكان [7] : له ديوان شعر صغير، أكثره نخب، ومن لطيف نظمه قوله من جملة قصيدة طويلة يمدح بها الوزير أبا القاسم:

قلت لخلّي وثغور الربا ... مبتسمات وثغور الملاح

أيّهما أحلى ترى منظرا؟ ... فقال: لا أعلم، كلّ أقاح

طور بواسطة نورين ميديا © 2015