وفضل] [1] باهر، وحظّ [2] من جميع المحاسن وافر، ثم هو أشعر الطالبيين، من مضى منهم ومن غبر، على كثرة شعرائهم المفلقين، ولو قلت: إنه أشعر قريش لم أبعد عن الصدق، ويشهد بما أخبرته [3] شاهد عدل من شعره العالي القدح، الممتنع عن القدح [4] ، الذي يجمع إلى السلامة متانة، وإلى السهولة رصانة، ويشتمل على معان يقرب جناها ويبعد مداها، وكان أبوه يتولى قديما نقابة الطالبيين، ويحكم فيهم أجمعين، والنظر في المظالم والحجّ بالناس، ثم ردّت هذه الأعمال كلها إلى ولده المذكور في سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة، وأبوه حيّ.
ومن غرر شعره، ما كتبه إلى الإمام القادر بالله من جملة قصيدة:
عطفا أمير المؤمنين فإنّنا ... في دوحة العلياء لا نتفرّق
ما بيننا يوم الفخار تفاوت ... أبدا كلانا في المعالي معرق [5]
إلّا الخلافة بيّنتك [6] فإنني ... أنا عاطل منها وأنت مطوّق [7]
ومن قوله أيضا:
رمت المعالي فامتنعن ولم يزل ... أبدا يمانع عاشقا معشوق
فصبرت حتّى نلتهنّ ولم أقل ... ضجرا دواء الفارك التّطليق [8]