الذي طلّع كبراء دمشق، وطلبوه لإمامة الجامع فوثب أهل داريا بالسلاح فمانعوهم، وقالوا: لا ندع لكم إمامنا حتّى يقدّم أبو محمد بن أبي نصر، فقال: أما ترضون أن يسمع الناس في البلاد، أن أهل دمشق احتاجوا إليكم في إمام؟ فقالوا: رضينا، فقدّمت له بغلة القاضي، فأبى وركب حماره، وسكن في المنارة [الشرقية] [1] ، وكان لا يأخذ على الصلاة ولا الإقراء أجرا، ويقتات من أرض له.
وفيها أبو الفتح فارس بن أحمد الحمصي [2] ، المقرئ الضرير، أحد أعلام القرآن. أقرأ بمصر عن عبد الباقي بن السقا، والسامرّي، وجماعة، وصنّف «المنشأ في القراءات [الثمان] [3] » وعاش ثماني وستين سنة.
وفيها ابن جميع، أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد الغسّاني [4] الصيداوي، صاحب «المعجم» المروي. رحل وكتب الكثير بالشام، والعراق، ومصر، وفارس. روى عن أبي روق الهزّاني، والمحاملي، وطبقتهما، ومات في رجب، وله سبع وتسعون سنة، وسرد الصوم، وله ثمان عشرة سنة إلى أن مات، ووثقه الخطيب.
وفيها ابن النجّار أبو الحسن محمد بن جعفر بن محمد بن هارون التميمي الكوفي [5] النحوي المقرئ. آخر من حدّث في الدّنيا عن محمد بن الحسين الأشناني، وابن دريد.