العلم على الرغم من ضعفه المتفق عليه، صاحب «المغازي» . ولد بالمدينة المنورة سنة مائة وثلاثين، وطلب العلم عام بضعة وأربعين، وسمع من صغار التابعين فمن بعدهم بالحجاز، والشام، وغير ذلك.
حدّث عن: محمد بن عجلان، وابن جريج، وثور بن يزيد، ومعمر بن راشد، وأسامة بن عثمان الزّيادي، وغيرهم.
استقضاه المأمون سنة أربع ومائتين على الجانب الشرقي من بغداد، وأكرمه، وأمره أن يصلّي الجمعة بالناس في مسجد الرصافة.
قال وكيع: حدّثني أبو سهل الرازي، عن محمد بن سعد قال: رآني الواقديّ مهموما فقال لي: لا تغتمّ فإن الرزق يأتي من حيث لا تحتسب.
وقال الخطيب البغدادي: كان الواقدي كلما ذكرت له وقعة ذهب إلى مكانها فعاينها.
وقال الذهبي: جمع فأوعى، وخلط الغثّ بالسّمين، والخرز بالدّرّ الثمين، فاطّرحوه [1] لذلك، ومع هذا فلا يستغنى عنه في المغازي، وأيام الصحابة وأخبارهم.
وقال ابن حجر: متروك مع سعة علمه.
مات في ذي الحجة سنة سبع ومائتين، ودفن في مقابر الخيزران وهو ابن ثمان وسبعين سنة، وصلّى عليه محمد بن سماعة.
قلت: وكتابه «المغازي» الذي قامت عليه شهرته، مطبوع في مصر بتحقيق المستشرق الدكتور مارسدن جونس في ثلاث مجلدات تشتمل على فهارس تفصيلية، وله كتب كثيرة أخرى في علوم متنوعة.
هو عبد الملك بن هشام البصري النحوي الأخباري، أبو محمد، مهذّب «السيرة النبوية» لابن إسحاق.