وقال: إذا صحّ الافتقار إلى الله صحّ الغنى [1] به، لأنهما حالان لا يتم أحدهما إلا بصاحبه.
وقال: الشهوة زمام الشيطان فمن [2] أخذ بزمامه كان عبده.
وقال: العارف من يوافق معروفه في أوامره، ولا يخالفه في شيء من أحواله، ويتحبّب إليه بصحبة [3] أوليائه، ولا يفتر عن ذكره طرفة عين.
وقال: الصوفيّ من عزفت نفسه عن الدّنيا تطرّفا، وعلت همّته عن الآخرة، وسخت نفسه بالكلّ طلبا وشوقا لمن له الكلّ.
وقال: من طلب الراحة عدم الراحة [4] . انتهى ملخصا.
وفيها أبو علي محمد بن أحمد بن القاسم الرّوذباري البغدادي [5] الزاهد المشهور، الشافعي.
قال الإسنويّ: وهو براء مضمومة وواو ساكنة ثم ذال معجمة مفتوحة، ثم باء موحدة وبعد [6] الألف راء مهملة وياء النسب.
كان فقيها نحويا حافظا للأحاديث، عارفا بالطريقة، له تصانيف كثيرة، وأصله من بغداد، من أبناء الوزراء والكبار، يتصل نسبه بكسرى، فصحب الجنيد حتّى صار أحد أئمة الوقت وشيخ الصوفية، وكان يقول: أستاذي في التصوّف الجنيد، وفي الحديث إبراهيم الحربي، وفي الفقه ابن سريج، وفي النحو ثعلب. ومن شعره: