جديد بالرواية الشفهية إلى مستوى الاهتمام الأول [1] .

وقال الأساتذة مصطفى السقا، وإبراهيم الأبياري، وعبد الحفيظ الشلبي:

لم يكن للعرب قبل مبعث النبيّ صلى الله عليه وسلم من مادة التاريخ إلا ما توارثوه بالرواية، مما كان شائعا بينهم من أخبار الجاهلية الأولى، كحديثهم عن آبائهم وأجدادهم، وأنسابهم، وما في حياة الآباء من قصص، فيها البطولة، وفيها الكرم، وفيها الوفاء، ثم حديثهم عن البيت، وزمزم، وجرهم [2] وما كان من أمرها، ثم ما كان من خبر البيوتات التي تناوبت الإمرة على قريش، وما جرى لسدّ مأرب، وما تبعه من تفرّق الناس في البلاد، إلى أمثال هذا مما قامت فيه الذاكرة مقام الكتاب، واللسان مقام القلم، يعي الناس عنه، ويحفظون، ثم يؤدّون [3] .

ونعود فيما يلي إلى الحديث عن مشاهير المؤرخين الذين نقل عنهم ابن العماد، مع الحديث بإيجاز عن مصنفاتهم التي اشتهروا من خلالها، وذلك مع مراعاة الترتيب الزمني لوفياتهم.

1- ابن إسحاق

هو محمد بن إسحاق بن يسار أبو بكر، وقيل: أبو عبد الله، القرشي المطلبي، مولى قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف، من أقدم مؤرخي العرب، وكان بحرا من بحور العلم، ذكيّا، حافظا طلّابة للعلم، أخباريا، نسّابة علّامة، صاحب «السيرة النبوية» ، وكلّ من تكلم في «السيرة» من بعده فعليه اعتماده.

ولد في المدينة المنورة سنة ثمانين، ورأى أنس بن مالك رضي الله عنه بالمدينة، وسعيد بن المسيّب رحمه الله، وحدّث عن: أبيه، وعمه موسى بن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015