المقرئ [1] صاحب الدّوري، وكان أديبا ظريفا نديما للمعتضد، ثم شاخ وعمي.

قال ابن خلّكان [2] : كان من الشعراء المجيدين. وحدّث عن أبي عمرو الدّوري المقرئ، وحميد بن مسعدة [3] البصري وغيرهما، وكان ينادم الإمام المعتضد بالله.

وحكى قال: بتّ ليلة في دار المعتضد مع جماعة من ندمائه، فأتانا خادمه ليلا وقال: يقول أمير المؤمنين: أرقت الليلة بعد انصرافكم، فقلت:

ولما انتبهنا للخيال الذي سرى ... إذا الدّار قفر [4] والمزار بعيد

وقال: قد أرتج عليّ تمامه، فمن أجازه بما يوافق غرضي أمرت له بجائزة.

قال: فأرتج على الجماعة، وكلهم شاعر فاضل، فابتدرت وقلت:

فقلت لعيني عاودي النوم واهجعي ... لعلّ خيالا طارقا سيعود

فرجع الخادم [إليه] ثم عاد، فقال: أمير المؤمنين يقول: لقد أحسنت، و [قد] أمر لك بجائزة.

وكان لأبي بكر المذكور هرّ يأنس به، وكان يدخل أبراج الحمام التي لجيرانه ويأكل أفراخها [5] وكثر ذلك منه، فأمسكه أربابها وذبحوه، فرثاه بهذه القصيدة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015