فبادر العسكر وحصّنوها [1] ، فردّ القرمطي إلى البرّية، فدخل الوزير ابن عيسى على المقتدر، وقال: قد تمكّنت هيبة هذا الكافر من القلوب، فخاطب السيدة في مال تنفقه في الجيش، وإلّا فمالك إلّا أقاصي خراسان، فأخبر أمه، فأخرجت خمسمائة ألف دينار، وأخرج المقتدر ثلاثمائة ألف دينار، ونهض ابن عيسى في استخدام العساكر، وجدّدت على بغداد الخنادق، وعدمت هيبة المقتدر من القلوب، وشتمته الجند. قاله في «العبر» [2] .
وفيها توفي الحافظ أبو بكر، أحمد بن علي بن شهريار الرّازي ثم النيسابوري [3] ، صاحب التصانيف، وله أربع وخمسون سنة. رحل وأدرك إبراهيم بن عبد الله القصّار وطبقته بخراسان، والرّيّ، وبغداد، والكوفة، والحجاز.
وأبو القاسم عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني [4] الفقيه، قاضي دمشق ثم قاضي الرّملة. روى عن يونس بن عبد الأعلى وطبقته، وكان له حلقة بمصر للفتوى.
قال ابن يونس: خلّط ووضع أحاديث.
وقال في «المغني» [5] : كذبه الدارقطني.
وفيها أبو الحسن علي بن سليمان البغدادي النحوي، وهو الأخفش الصغير [6] . روى عن ثعلب والمبرّد.