مهلهل قد حلبت شطور دهري ... وكافحني بها الزّمن العنوت
وحاربت الرّجال بكلّ ربع ... فأذعن لي الحثالة والرّتوت
فأوجع ما أجنّ [1] إليه قلبي ... كريم غشّه [2] زمن عنوت [3]
كفي حزنا بضيعة ذي قديم ... وأبناء العبيد لها التّخوت [4]
وقد أسهرت [5] عيني بعد غمض ... مخافة أن تضيع إذا فنيت
وفي لطف المهيمن لي عزاء ... بمثلك إن فنيت وإن بقيت
وفي لطف المهيمن لي عزاء ... بمثلك إن فنيت وإن بقيت
فجب في الأرض وابغ بها علوما ... ولا تقطعك جائحة شتوت [6]
وإن بخل العليم عليك يوما ... فذلّ له وديدنك السّكوت
وقل بالعلم كان أبي جوادا ... يقولوا من أبوك [7] فقل يموت
يقرّ لك الأباعد والأداني ... بعلم ليس يجحده البهوت
ومن شعر مهلهل [8] :
جلّت محاسنه عن كلّ تشبيه ... وجلّ عن واصف في النّاس يحكيه
انظر إلى حسنه واستغن عن صفتي ... سبحان خالقه، سبحان باريه
النّرجس الغضّ والورد الجنيّ له ... والأقحوان النّضير النّضر في فيه
دعا بألحاظه قلبي إلى عطبي ... فجاءه مسرعا طوعا يلبّيه
مثل الفراشة تأتي إذ ترى لهبا ... إلى السّراج فتلقي نفسها فيه