وفيها ماتت أمّ أيمن [1] حاضنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمّه بعد أمّه، ومنزلتها من النبيّ صلى الله عليه وسلم، ومنزلة زوجها وبنتها لا توصف ولا تكيّف [2] ، وخرجت مهاجرة وليس معها زاد ولا ماء، فكادت تموت من العطش، فلما كان وقت الفطر وكانت صائمة، سمعت حسّا على رأسها، فرفعته، فإذا دلو برشاء [3] أبيض معلّق فشربت منه حتى رويت، وما عطشت بقية عمرها.
وفيها مات عكّاشة الأسديّ [4] أحد السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب.
وفيها قتل خالد بن الوليد مالك بن نويرة في رهط من قومه بني حنظلة ممن منع الزكاة، وكان مالك من دهاة العرب، وكان عرض على خالد الصلاة دون الزكاة، فقال خالد: لا نقبل [5] واحدة دون الأخرى، فقال مالك: كذلك كان يقول صاحبك [6] ، قال خالد: وما نراه لك صاحبا، والله لقد هممت أن أضرب عنقك، ثم تجادلا في الكلام، فقال خالد: إني قاتلك، قال: أو كذلك أمر صاحبك، قال خالد: وهذه ثانية بعد تلك، والله لأقتلنك، فكلمه عبد الله بن عمر، وأبو قتادة [7] في استبقائه فأبى، فقال له مالك: فابعثني إلى