قال الصوليّ: كان أبو سعيد فقيرا يرفو غربال الدقيق [1] فخرج إلى البحرين، وانضم إليه طائفة من بقايا الزّنج واللصوص، حتّى تفاقم أمره، وهزم جيوش الخليفة مرّات.
وقال غيره: ذبح أبو سعيد الجنّابي في حمام بقصره، وخلفه ابنه أبو طاهر الجنّابي القرمطي، الذي أخذ الحجر الأسود.
وفيها توفي أحمد بن سلمة النيسابوريّ الحافظ، أبو الفضل، رفيق مسلم في الرحلة إلى قتيبة.
قال ابن ناصر الدّين: أحمد بن سلمة البزّار، أبو الفضل، النيسابوري، كان حافظا من المهرة، له صحيح ك «صحيح مسلم» . انتهى.
وفيها الزّاهد الكبير، أحمد بن عيسى أبو سعيد الخرّاز، شيخ الصوفية، وهو أوّل من تكلم في علم الفناء والبقاء.
قال الجنيد: لو طالبنا الله بحقيقة ما عليه أبو سعيد الخرّاز لهلكنا.
وعن أبي سعيد قال: رأيت إبليس في المنام وهو [يمرّ] [2] عنّي ناحية.
فناديته، فقال: أيّ شيء أعمل بكم، وأنتم طرحتم ما أخادع الناس به، غير أنّ لي فيكم لطيفة وهي صحبة الأحداث.
وقال السّلميّ في «التاريخ» [3] : أبو سعيد إمام القوم في كل فن من علومهم، بغدادي الأصل، له في مبادئ أمره عجائب وكرامات مشهورة، ظهرت بركته عليه وعلى من صحبه، وهو أحسن القوم كلاما ما خلا الجنيد،