سنة ثمان وسبعين ومائتين

فيها مبدأ ظهور القرامطة بسواد الكوفة، وهم قوم [1] خوارج زنادقة مارقة من الدّين.

قال في «الشذور» : وكان ابتداء أمرهم أن رجلا قدم إلى سواد الكوفة، فأظهر الزهد وجعل يسفّ الخوص [2] ، ويأكل من كسبه، ويصلّي ويصوم، ثم صار يدعو إلى إمام من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويأخذ من كلّ من دخل في قوله دينارا، فاجتمع إليه جماعة، فاتخذ منهم اثني عشر نقيبا، وقال أنتم كحواري عيسى، وكان قد أوى إلى بيت رجل يقال له: كرميته، فسمّي باسمه، ثم خفّف فقيل: قرمط. انتهى.

وفيها توفي الموفّق، أبو أحمد طلحة، ويقال: محمد [3] بن المتوكل، ولي عهد أخيه المعتمد، في صفر، وله تسع وأربعون سنة، وكان ملكا مطاعا، وبطلا شجاعا، ذا بأس وأيد، ورأي وحزم، حارب الزّنج حتّى أبادهم، وقتل طاغيتهم، وكان جميع أمر [4] الجيوش إليه، وكان محبّبا إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015