الكونُ أَشرَقَ مِن ضياءِ كمالهِ ... والشمسُ إِن طلَعَتْ فما ضَوْءُ السُّرج
تاريخه شمسٌ وعَرْفُ خِتامِهِ ... مِسكٌ تأرَّج نَفْحُهُ مِن كُل فَج
ثم الصلاةُ معَ السلامِ على النبّي ... والآلِ والأصْحابِ ما بَرْقٌ رَعَج
وبجاههِ وبجاهِهِمْ يا رَبَّنا ... أَقِلِ العِثارَ ونَجِّ مِن حَرِّ الوَهج
ومنها ما لفضيلة العلامة الأديب، الآتي من سحر البلاغة بكل عجيب. ذي الرأي الصائب، والفكر الثاقب. الشيخ محمَّد بو شارب باش مفتي قفصه والمكلف بقسم الحساب بوزارة العدلية:
نحمدك اللهم كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، ونشكرك شكراً يؤذن بازدياد برك وبجزيل امتنانك. ونسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن ترسل سحائب صلواتك وتسليماتك، وسوابغ رحماتك وبركاتك، على روح سيدنا محمَّد في الأرواح، وعلى جسده في الأجساد، وعلى قبره في القبور. ثم على أرواح آل بيته الطاهرين، وأصحابه حماة الدين، وعلى أرواح أتباعهم وأتباع أتباعهم من كل مَن رفع للعلم رمحاً، وأبدى به لدى الظلماء صبحاً. أما بعد، فأقول: إقراراً بأيدي ذوي الجد وإكباراً لجدوى أولي المجد: إني طالعت الأنموذج المحتوي على سبع فرائد من الكتاب القيم الذي ألفه حديثاً أستاذ المحققين، وممن تلقوا راية العلم باليمين. عين أعيان قطره، وفخر قضاة عصره. أبو الفضل المولى محمَّد بن محمَّد مخلوف المنستيري أدام الإله حفظه، وأجزل من المثوبة حظه. فألفيته بحراً طامياً وقف الكاتبون بساحله وكوكباً هادياً قصرت أيدي المؤرخين عن تناوله. لا جرم أنه أنهل فأروى، وجمع فأوعى. ولقي من الشعب، ما يلقى الحبيب من الحب. وحلَّ من ذوي الفضل محلاً لم يكن حل من قبل. فرأيت- على ما أنا عليه من الشغل المحتدم، والفكر الغير المنتظم- أن أعلق عليه بالأبيات الآتية تنويهاً بشأن جماله، وإطراد لواضعه بذكر البعض من خصاله. فقلت:
يصون عتيق المجد متقد العزم ... ويحمي حمى الأسلاف مستكمل الحزم
ويعني بآثار الذين تقدموا ... أخو همة ترمي إلى قمة النجم
أصيل معالي النفس أكبر هَمِّه ... مسابقة الأقران في حلية العلم
ألا قل لمن خص النهوض بمن مضوا ... وأعلن أن الجد مخلولق الرسم