الحجاج بن يوسف وكاتبه وقدمها سنة 102 هـ وكان ظلوماً غشوماً وسار السيرة الحجاجية فثار عليه حرسه وقتلوه ثم عهد يزيد لبشر بن صفوان بن نوفل قدم إفريقية سنة 103 وغزا صقلية بنفسه فأصاب سبياً كثيراً ورجع للقيروان وبها توفي سنة 109 هـ وتولى بعده عبيدة بن عبد الرحمن بعهد من هشام بن عبد الملك قدم إفريقية سنة 110 هـ ثم عزله هشام بعد أن أقام بها أربع سنين وتولى بعده عبيد الله بن الحبحاب بعهد من هشام المذكور وكان رئيساً نبيلاً وأميراً جليلاً وخطيباً مصقعاً قدم إفريقية سنة 114 هـ وهو الذي بني دار الصناعة بتونس وهي عبارة عن المكان الذي تنشأ به السفن وهو الذي خرق البحر من مرسى رادس إلى دار الصناعة بتونس في طول اثني عشر ميلاً وصارت من يومئذ ميناء عظيمة وهو الذي بني جامع الزيتونة وقيل أول مختط له حسان بن النعمان وأتمه عبيد الله المذكور وقد ظهرت في آخر أيامه فرق من الخوارج منهم الأباضية والصفرية وجاءت من قبلهم مصائب وكوارث ونوائب وكانت هاته الفتن إحدى البواعث والأسباب في خرق ستار الهيبة على الخلفاء ورفع الحجاب وكانت أقوى سبب في انتقاض البربر على العرب ومزاحمتهم في سلطانهم فاختلت على ابن الحبحاب وآل الأمر إلى اتفاق الكلمة على عزله وكان ذلك سنة 123 هـ ثم إن هشاماً لما بلغه ذلك وحسنة عوضه كلثوم بن عياض وقدم في السنة في جموع كثيرة وجنود عظيمة وانتشب القتال بينه وبين زناتة وغيرها من القبائل وكانت الدائرة عليه بعد قتله ووجوه أصحابه ورجعت الصفرية إلى القيروان في أخبار طوال وحروب وأهوال ثم وجه هشام حنظلة بن صفوان وقدم القيروان ووقع القتال بينه وبين الثائرين وكان النصر حليف حنظلة ومات في هاته الواقعة مائة وثمانون ألفاً ولم يزل والياً عليها على أحسن حال إلى أن تغلب على المغرب عبد الرحمن بن حبيب بن عبيدة بن عقبة الفهري واستولى عليه سنة 129 هـ وفيها رجع حنظلة للمشرق وإذ ذاك بنو أمية في تراجع ونقصان مع دعاة بني العباس إلى أن آل أمر الخلافة إلى السفّاح. في البيان المغرب في أخبار المغرب لابن العذاري، وفي سنة 132 هـ انقطعت الدولة الأموية ومدتها واحد وتسعون سنة وتسعة أشهر وخمسة أيام وهم أربعة عشر رجلاً منها أيام ابن الزبير تسع سنين واثنان وعشرون يوماً وتفرقت بنو أمية في البلاد هرباً بأنفسهم وهرب عبد الرحمن بن معاوية إلى الأندلس فبايعه أهلها وجددت لهم دولة استمرت إلى ما بعد الأربعمائة وأربع وعشرين وكان دخوله الأندلس سنة 137 هـ قال ابن حزم: وانقطعت دولة بني أمية وكانت على علاتها دولة عربية لم يتخذوا قاعدة ولا قصبة إنما كان سكنى كل أمير منهم في داره وضيعته التي كانت له قبل خلافته ولا كلفوا المسلمين أن يخاطبوهم بالعبودية ولا تقبيل أرض ولا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015