موجبات الملامة ولعلك سئمت الإكثار من ذكر الأسماء وإن كان مقتضى الحال وعين ما يتطلبه المقام لكن لنا في ذلك غرض جليل ومغزى نبيل وهو أنكم أفواه أولئك الذين تقوّلوا على السنة أنه دخل فيها الغريب عنها إذ قد طال العهد عليها وتناولتها عصور الجهالة وبعثرت منها إحن الزمان وطوارىء الحدثان فنحن تقدم لهم دليلاً بيِّناً وبرهاناً ساطعاً أن السنة خدمها المسلمون خدمة جليلة لم تعهد لدى أمة من الأمم ولا في ملة من الملل وأن ذلك كان ديدن المسلمين في كل عصر فلم يغفلوها فترة من الزمن حتى يعبث بها أولو الأغراض وينال منها ذوو الإلحاد بل لا زالت محفوظة من يد العائثين مخدومة من جهابذة المحدثين فلهم الكلمة على المتقولين والثناء من عامة المسلمين.
1816 - الكتب المؤلفة في الجرح والتعديل ذات مسالك مختلفة فمنها خاص بالثقات أو الضعفاء أو المدلسين ومنها جامع لكل أولئك ثم منها ما لا يتقيد برجال كتاب معين أو كتب مخصوصة ومنها ما يتقيد بذلك ونحن ذاكرون من كل نوع كتبه المشهورة إن شاء الله.
1817 - منها طبقات محمَّد بن سعد الزهري البصري المتوفى سنة 230 هـ وهو من أعظم ما صنف جمع فيه الصحابة والتابعين فمن بعدهم وكذلك طبقات خليفة بن خياط المتوفى سنة 240 هـ ومسلم بن الحجاج وتاريخ ابن أبي خيثمة المتوفى سنة 279 هـ وهو كثير الفوائد وتواريخ البخاري وهي ثلاثة كبير ووسط وصغير ولمسلمة بن قاسم ذيل على الكبير ولابن أبي حاتم المتوفى سنة 327 هـ جزء كبير انتقد فيه على البخاري وله الجرح والتعديل مشى فيه خلف البخاري ولعلي بن المديني تاريخ في عشرة أجزاء ولابن حبان كتاب في أوهام أصحاب التواريخ في عشرة أجزاء أيضاً ولأبي محمَّد بن عبد الله بن علي بن الجارود كتاب في الجرح والتعديل ولمسلم رواة الاعتبار وللنسائي التمييز ولأبي يعلى الخليلي الإرشاد وللعماد بن كثير التكميل في معرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل جمع فيه بين تهذيب المزي وميزان الذهبي مع زيادات وتحرير في العبارات وهو أنفع شيء للمحدث والفقيه التالي لأثره ومنها تاريخ الذهبي والتكملة في أسماء الثقات والضعفاء لإسماعيل بن عمر المعروف بابن كثير الدمشقي المتوفى سنة 774 هـ وطبقات