شرط البخاري، والسادس ما كان على شرط مسلم، والسابع ما صححه أحد الأئمة المعتمدين. وترجيح كل قسم من هذه الأقسام السبعة على ما بعده إنما هو من قبيل ترجيح الجملة على الجملة لا ترجيح كل واحد من أفراده على كل واحد من أفراد الآخر فيسوغ أن يرجح حديث في مسلم على آخر في البخاري إذا وجد موجب للترجيح.
قلت: انظر الفريدتين الخامسة والسادسة من مقدمة الشجرة تستفد منها شرح ما نحن بصدد تحريره.
1811 - إلى هنا كانت العناية موجهة إلى تاريخ الحديث من حيث الكتب الجامعة لألفاظه والشارحة لمتونه وإن ذلك لغرض من أغراض وناحية من نواح، فإن خيرة المسلمين وشيوخ المحدثين كما عنوا بذلك عنوا بالتأليف في شرح غريبه وبيان ناسخه من منسوخه وإظهار حال رجاله والكشف عن علومه ومصطلحاته من صحيح وعليل ومقبول ومردود ومتواتر ومشهور إلى غير ذلك من جليل الأغراض ومتنوع الأقسام.
وسنفرد فصلاً لكل نوع من أنواعه الشهيرة نلم فيه بتوضيحه ونعرج على تاريخه مقرنين ذلك بذكر أحسن المؤلفات فيه حتى يتجلى لك تاريخ الحديث من جملة نواحيه.
1812 - الغريب من الكلام يقال على وجهين أحدهما أن يراد به بعيد المعنى غامضه بحيث لا يتناوله الفهم إلا عن بعد ومعاناة الفكر، والوجه الآخر أن يراد به كلام من بعدت به الدار من شواذ قبائل العرب.
وها نحن أولاً نحكي لك خلاصة ما قاله ابن الأثير في مفتتح نهايته فإنه أحسن من وفي هذا الموضوع قسطه من البيان ضامين إليه ما عثرنا عليه في بطون الكتب التي تعرضت لهذا الشأن.
كان - صلى الله عليه وسلم - أفصح العرب لساناً وأوضحهم بياناً وأعرفهم بمواقع الخطاب وأهداهم إلى طرق الصواب، وكان يخاطب العرب على اختلاف شعوبهم وتباين لهجاتهم كلاً منهم بما يفهم ويحادثه بما يعلم، وكان أصحابه والوفود عليه من.