وسمع أبا محمَّد بن جعفر ولازم حضور مجلسه للتفقه وحمل عنه ما كان يرويه وسمع من أبي محمَّد بن عتاب وابن رشد وابن الحاج وابن العربي وكتب إليه جماعة منهم أبو الوليد طريف وأبو مروان بن تليد ثم رحل للمشرق سنة 520 هـ وسمع بمكة من رزين بن معاوية العبدري إمام المالكية بها وروى عن أبي الحسن بن سند بن عياش الغساني ما حمل عن الغزالي من تصانيفه ولقي بالإسكندرية جماعة منهم أبو الطاهر بن عوف وأبو عبد الله محمَّد بن مسلم المازري وأبو طاهر السلفي وأبو زكريا الزناتي وأبو الحجاج بن نادر الميورقي وغيرهم وكتب إليه أبو بكر الطرطوشي وأبو الحسن بن شرف ودخل المهدية وأقام بها مدة وأخذ عن الإِمام المازري وسمع منه بعض كتابه المعلم وأجاز له باقيه وعاد إلى مرسية سنة 526 هـ وقد حصل على علوم جمة ورواية فسيحة وتولى القضاء وتصدر لإسماع الحديث أخذ عنه من لا يعد كثرة ورزق عند الخاصة والعامة من الحظوة والذكر والجلالة ما رزق أخذ عنه أبو الحسن بن هذيل وسمع منه جامع الترمذي وأبو القاسم بن فيرة الشاطبي والقاضي أبو محمَّد عبد الله بن حوط الله وأبو الحسن بن خيرة وغيرهم، ألّف شجرة الوهم المرتقية إلى شجرة الفهم لم يسبق إليه مثله وليس له غيره وله فهرسة حافلة مولده سنة 496 هـ وتوفي بشاطبة مصروفاً عن القضاء سنة ست أو خمس وستين وخمسمائة [1169م] أو [1170م].
485 - أبو بكر محمَّد بن عبد الله بن ميمون العبدي: العالم العلامة الفقيه الأريب الفهامة روى عن ابن العربي وابن بقي وابن الباذش وابن مغيث وابن الحاج وابن رشد ولازمه عشر سنين وأبي محمَّد بن عتاب وغيرهم وعنه جماعة منهم أبو البقا يعيش بن القديم صنف مشاحذ الأفكار فيما أخذ عن النظار وله شرحان كبير وصغير على جمل الزنجاني وشرح على أبيات الإيضاح للفارسي وشرح على مقامات الحريري وشرح على معشراته الغزلية ومفكراته الهزلية وغير ذلك، توفي بمراكش سنة 567 هـ[1171م].
486 - أبو محمَّد عاشر بن محمَّد بن عاشر بن خلف الأنصاري: سكن شاطبة الإِمام العالم المتفنن في العلوم كان رئيس الفتوى وإليه ترد صعاب المسائل ومشكلاتها مشهور بالحفظ والفهم سمع من أبي علي بن سكرة وأبي جعفر بن جحدر