الإِسلام والمسلمين وطائفة ذهبوا إلى أن تلك المقالة مدسوسة عليه في الإحياء وأكذوبة عليه ومستندهم في ذلك أنهم وجدوها مخالفة لكلامه ومناقضة لما قاله في كتبه والعاقل لا يعتقد النقيض فضلاً عن أبي حامد وهذا مختار الشيخ ابن مبارك قائلاً ما نصه فإن قلت كيف تكون المسألة مكذوبة عليه وقد وقعت في عدة من كتبه ولا سيما في الأجوبة المتقدمة فإن ذلك يقضي أنه وقف رضي الله عنه على أشكالها واشتغل بالجواب عنها ولو كانت مكذوبة عليه لبادر إلى إنكارها وتبرأ من قبحها وعوارها قلت: لا مانع من أن يقع الكذب عليه مرة في نسبة المسألة إليه ومرة في نسبة جوابه عنها اهـ رهوني. قلت قوله وكان الإحراق سنة 507 هـ سياق الحكاية يقتضي أن الإحراق كان في حياة مؤلفه وهو مباين لما قاله ابن خلكان وغيره من أنه توفي سنة 505 هـ وعليه فإن كانت بعد سنة 507 هـ فسياق الحكاية في محله وإلا فلا وذكر القادري في حواشيه على شرح ابن كيران لتوحيد المرشد المعين أن الغزالي قبل وفاته تمذهب بمذهب مالك.

446 - وابن تومرت هو أبو عبد الله محمد بن عبد الله: ويعرف بابن تومرت كان فقيهاً عالماً متفنناً مع ذكاء وفطنة عابداً متقشفاً شجاعاً أخذ بقرطبة عن ابن حمدين ثم سافر لبغداد على طريق المهدية ومصر وحج ثم رجع للمغرب ودخل في طريقه المهدية وتونس وبجاية سالكاً تغيير المنكر ولما بلغ المغرب قام بالدعوة سنة 515 هـ وأسس دولة الموحدين في خبر طويل الذيل وفي أوائل تاريخ أبي عبد الله محمد الزركشي أن ابن سعيد حكى في البيان المعرب أن مولده سنة 491 هـ وقال ابن خلكان سنة 485 هـ قال ابن الخطيب الأندلسي سنة 486 هـ وقال الغرناطي سنة 471 هـ وقرأ بقرطبة على القاضي ابن حمدين ثم ارتحل للمهدية وأخذ عن الإِمام المازري ثم الإسكندرية وهو ابن ثماني عشرة سنة وأخذ عن أبي بكر الطرطوشي ثم لبغداد وأخذ عن الإِمام الغزالي ثم رجع للمغرب بعد أن أقام بالمشرف خمسة أعوام وقيل بإفريقية وذلك في مدة علي بن يحيى بن تميم بن المعز ولما بلغ المغرب قام بالدعوة ووقعت بيعته في رمضان سنة 515 هـ وتوفي في رمضان سنة 525 هـ وقال ابن خلدون سنة 522 هـ باختصار ويأتي مزيد كلام عليه في التتمة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015