شان الدعاء (صفحة 105)

وَإذَا أوْصَلْتَ أحَدَهُمَا بِالآخَرِ فَقَدْ جَمَعْتَ [بَيْنَ الصِّفَتين] (?) مُنْبِئَاً عَنْ وَجْهِ الحِكْمَةِ فِيْهِمَا -فَالقَابِضُ البَاسِطُ- هُوَ الذِي يُوَسِّعُ الرِّزْقَ وَيُقَترُهُ، وَيَبْسُطُهُ بِجُوْدِهِ وَرَحْمَتِهِ، ويقْبِضُهُ بِحِكْمَتِهِ عَلَى النظَرِ لِعَبْدِهِ كَقَوْلِهِ: (وَلَوْ بَسَطَ الله الرزْقَ لِعِبَاده لَبَغَوْا فِيْ الأرْضِ وَلَكِنْ يُنَزلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ) [الشورى/27] فَإذَا زَاده لَمْ يَزِده سَرَفَاً وَخَرَقَاً، وَإذَا نَقَصَهُ لَمْ يَنْقُصْهُ عَدَمَاً وَلَا بُخْلا، وَقِيْلَ: القَابِضُ هُوَ الذِي يَقْبِضُ الأرْوَاحَ بِالمَوْتِ الذِي كَتَبَهُ عَلَى العِبَادِ.

23 - 24 - الخَافِضُ الرَّافِعُ: وَكَذَلِكَ القَوْلُ فِيْ هَذَيْنِ الاسْمين يُسْتَحْسَنُ أنْ يُوْصَلَ أحَدُهُمَا فِي الذكْرِ بِالآخَرِ. فَالخَافِضُ: هُوَ الذِي يَخْفِضُ الجَبارِيْنَ وَيُذِل الفَرَاعِنَةَ المُتَكَبرِيْنَ. والرافع: [هو] (?) الذِي رَفَع أوْليَاءَهُ بِالطاعَةِ فَيُعْلي مَرَاتِبَهُمْ، وينْصُرُهُمْ عَلَى أعْدَائِهِ وَيَجْعَلُ العَاقِبَةَ لَهُمْ لَا يَعْلُو إلا مَنْ رَفَعَهُ الله، وَلَا يَتَضِعُ إلا مَنْ وَضَعَهُ وَخَفَضَهُ.

25 - 26 - المُعِزُّ: (?) المُذِّلُ: و (?) وَالقَوْلُ فِي "المُعِزِّ و (4) المُذِّلِ" كَهُوَ فِيْمَا تَقَدمَ مِنْ ذِكْرِ القَابِضِ والبَاسِطِ. يُعِزُّ مَنْ يَشَاءُ وَيُذِلُّ مَنْ يَشَاءُ، لَا مُذِل لِمَنْ أعَز، وَلاَ مُعِز لِمَنْ أذَلهُ. كَقَوْلِهِ: (وَللهِ العِزةُ وَلرَسوْلهِ وَللْمُؤْمِنينَ) [المنافقون/8]، وَقَالَ: (أيَبْتَغُوْنَ عِنْدَهُمُ العِزةَ فَإن العِزةَ لله جَميْعَا) [النساء/139]. أعَزَ بالطاعَةِ أوْليَاءه؛ فَأظْهَرَهُمْ عَلَى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015