فهب القوم الذين ذكرتهم في شعرها, وتأهبوا للقتال وجاءتهم عساكر المنصور بجند كسرى, فكسرى المنصور, وتفرقة جنود بعد جلاد مذكور, وعاد إلى كسرى منهزماً.. وجدد كسرى إرسال القوى العظمة, فأرسل الطميح (وهو من قواد كسرى وكان يضن بدماء قومه العرب أن يهدرها كسرى) , أرسله سراً إلى بني شيبان يعلمهم ويحذرهم فأجابته صفية بهذه الأبيات: (من الكامل)
لله درك من نصيح صادق ... والنصح رأيك أيها الإنسان
والله يجزيك الذي أرسلته ... إن المهيمن واصل منان
أصبحت في شيبان حول صنائع ... فلتستعد لحملها شيبان
ناصحتهم وشركت في محدودهم ... والسر عندك فيهم إعلان
فلك الجزاء بمثلها في حادث ... لا تأمنن, وأين منك أمان
والدهر يأتي بالقصارى باقياً ... فاعلم
فديتك
أنه خوان
ولسوف يدعوني غداً فأجيبه ... ولسوف تقضى فرصه ويدان
لكن دون السلم سمراً ذبلاً ... لمعاشري من معشر فتيان
وصوارم مشحوذة وسوابغ ... وأبو جياد كلهن حصان
واليوم يوم حجيجة من وائل ... جاءت بها الأنباء والأزمان
ولعمر جدك إن لحنا جنده ... فمعي له الشفرات والمران