ولا يقال شكا من كان يعشقه ... إن الشكاة لمن تهوى هي الياس

ولا أبوح بشيء كنت أكتمه ... عند الجلوس إذا ما دارت الكاس

وسألها المتوكل أن تسمعه من شعرها, فقالت تمدحه: (من السريع)

استقبل الملك إمام الهدى ... عام ثلاث وثلاثينا

خلافة أفضت إلى جعفرٍ ... وهو ابن سبع بعد عشرينا

إنا لنرجو يا إمام الهدى ... أن تملك الناس ثمانينا

لا قدس الله امرأ لم يقل ... عند دعائي لك: آمينا

وألقى عليها بعض الشعراء قوله:

ومستفتح باب البلاء بنظرةٍ ... تزود منها قلبه حسرة الدهر

فأجابته مسرعةً: (من الطويل)

فوالله ما يدري أتدري بما جنت ... على قلبه أم أهلكته وما تدري

وخرج المتوكل متوكئاً على جاريتيه فضل وبنان, فقال لهما: أجيزا:

تعلمت أسباب الرضا خوف سخطة ... وعلمه حبي له كيف يغضب

فقالت فضل مجيزة: (من الطويل)

يصد وأدنو بالمودة جاهداً ... ويبعد عني بالوصال وأقرب

وعتب عليها سعيد بن حميد الكاتب -وكانت تحبه- لأنها كانت تحدق بنظرها إلى (بنانٍ) المغني, فقالت تعتذر: (من مجزوء الكامل)

يا من أطلت تفرسي ... في وجهه وتنفسي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015