نجوت بعمرو من مطامع كيسر ... وعدو شهاب يوم روع المقانب
ولله مولاهم جدابة نعم ما ... يدبر في كل الأمور اللوازب
بأسمر عسال وأبيض قاطع ... وأكمت وردي وعين مراقب
وكم فرج منه علينا بغارة ... وكم حملة يوم التقاء الكتائب
قالت الحرقة تمدح الحجيجة وقومها بني شيبان, بعد (انتصارات ذي قار) :
المجد والشرف الجسيم الأرفع ... لصفية في قومها يتوقع
ذات الحجاب لغير يوم كريهة ... ولدا الهياج يحل عنهم البرقع
نطقاء لا لوصال خل نطقها ... لا بل فصاحتها العوالي تسمح
لا أنس ليلة إذ نزلت بسوحها ... والقالب يخفق والنواظر تدمع
والنفس في غمرات حزن فادح ... ولهم الفؤاد كئيبة أتفجع
مطرودة من قتل أبوتي ... ما إن أجار ولم يسعني المضجع
ويئست من جار يجير تكرماً ... فتحل عن عيسي لديه الأنسع
وأتاني الراعي يحف قناعها ... فأجرت واندملت هناك الأصلع
وتواردوا حوض المنية دون أن ... تسبى خفيرة أختم واستجمعوا
وألح كسرى بالجنود عليهم ... وطميح يردف بالسيوف ويدفع
كم زادهم من غارة ملمومة ... بالقب تعطب والأسنة تلمع
وهم عليه واردون بطرفهم ... والنصر تحت لوائهم يترعرع