ولبس عباءةٍ وتقر عيني ... أحب إلي من لبس الشفوف
وأكل كسيرة في كسر بيتي ... أحب إلي من أكل الرغيف
وأصوات الرياح بكل فج ... أحب إلي من نقر الدفوف
وخرق من بني عمي ضعيف ... أحب إلي من علج عنيف
خشونة عيشتي في البدو أشهى ... إلى نفسي من العيش الطريف
فما أبغي سوى وطني بديلا ... وما أبهاه من وطن شريف
ترجمتها
هي صاحبة قيس بن الملوح الملقب بالمجنون, وهي ليلى بنت سعد العامري.
هام بها قيس وحرم الزواج منها, ومات في البرية شريداً وقد بادلته حباً بحب وحملت على الزواج من غيره.
توفيت على إثره حوالي عام 68 هجرية.
كل ما وصل إلينا من شعر ليلى العامرية يتحدث عن حبها لقيس أو يجيب على بعض رسائله, فالمناسبة شبه واحدة. وها نحن نستعرض نتف الأشعار.
لم يكن المجنون في حالةٍ ... إلا وكنت كما كانا
لكنه باح بسر الهوى ... وإنني قد ذبت كتمانا
باح مجنون عامر بهواه ... وكتمت الهوى فمت بوجدي
فإذا كان قي القيامة نودي ... من قتيل الهوى؟ تقدمت وحدي
نفسي فداؤك لو نفسي ملكت إذن ... ما كان غيرك يجزيها ويرضيها
صبراً على ما قضاه الله فيك على ... مرارة في اصطباري عنك أخفيها