"والله ما كان حارباً, ولا للموت هائباً, ولكنه كان فتى له جاهلية, ولو طال عمره وأنسأه الموت لارعوى قلبه, ولقضى في حب الله نحبه, وأقصر عن لهوه"
دخلت ليلى على عاتكة بنت يزيد زوجة عبد الملك بن مروان, وجاء عبد الملك فحاورها وحاورتها عاتكة. بما أغضبها فخرجت وهي تقول: (من الوافر)
ستحملني ورحلي ذات رحلٍ ... عليها بنت آباء ٍكرام
إذا جعلت سودا الشام دوني ... وأغلق دونها باب اللئام
فليس بعائدٍ أبداً إليهم ... ذوو الحاجات في غلس الظلام
أعاتك لو رأيت غداة بنا ... عزاء النفس عنكم واعتزامي
إذاً لعلمت واستيقنت أني ... مشيعة ولم ترعي ذمامي
أأجعل مثل توبة في نداه ... أبا الذبان فوه الدهر دامي
معاذ الله ما عسفت برحلي ... تغد السير للبلد التهامي
أقلت خليفة فسواه أحجي ... بإمرته وأولى بالشآم
لثام الملك حين تعد بكر ... ذوو الأخطار والخطط الجسام
قدمت ليلى على الحجاج بن يوسف وعنده وجوه أصحابه وأشرافهم فلما دنت سلمت. فقال لها الحجاج: ما أتى بك يا ليلى؟ قالت: إخلاف النجوم, وقلة الغيوم وكلب البرد, وشدة الجهد, وكنت لنا بعد الله الرفد.
ثم قالت: أتأذن أيها الأمير قال: نعم, فأنشدته: