والدِّينِ مِنَ القِمَارِ بالأيْدِي، والواجِبُ على المُسْلِمِيْنَ المُبَالَغَةُ في عُقُوبَةِ هَؤُلاءِ، وهَجْرِهِمِ، واسْتِتَابَتِهِمْ ـ إلى قَوْلِهِ ـ: فَإنَّهَا تُفْسِدُ اللِّسَانَ العَرَبِيَّ، وتَنْقُلُهُ إلى العُجْمَةِ المُنْكَرَةِ.

ومَازَالَ السَّلَفُ يَكْرَهُونَ تَغْيِيرَ شَعَائِرِ العَرَبِ حَتَّى في المُعَامَلاتِ، وهُوَ «التَّكَلُّمُ بِغَيْرِ العَرَبِيَّةِ» إلاَّ لِحَاجَةٍ; كَمَا نَصَّ على ذَلِكَ مَالِكٌ، والشَّافِعِيُّ، وأحْمَدُ; بَل قَالَ مَالِكٌ: مَنْ تَكَلَّمَ في مَسْجِدِنَا بِغَيْرِ العَرَبِيَّةِ أُخْرِجَ مِنْهُ.

مَعَ أنَّ سَائِرَ الألْسُنِ يَجُوزُ النُّطْقُ بِهَا لِأصْحَابِهَا; ولَكِنْ سَوَّغُوهَا لِلحَاجَةِ، وكَرِهُوهَا لِغَيْرِ الحَاجَةِ، ولِحِفْظِ شَعَائِرِ الإسْلامِ; فَإنَّ الله أنْزَلَ كِتَابَهُ باللِّسَانِ العَرَبِيِّ، وبَعَثَ بِهِ نَبِيَّهُ العَرَبِيَّ، وجَعَلَ أُمَّةَ العَرَبِيَّةِ خَيْرَ الأُمَمِ، فَصَارَ حِفْظُ شِعَارِهِمْ مِنْ تَمَامِ حِفْظِ الإسْلامِ.

فَكَيْفَ بِمَنْ تَقَدَّمَ على الكَلامِ العَرَبِيِّ ـ مُفْرَدِهِ ومَنْظُومِهِ ـ فَيُغَيِّرُهُ ويُبَدِّلُهُ ويُخْرِجُهُ عَنْ قَانُونِهِ ويُكَلِّفُ الانْتِقَالَ عَنْهُ؟!

إلى قَوْلِهِ: ... والَّذِينَ يُبَدِّلُونَ اللِّسَانَ العَرَبِيَّ ويُفْسِدُونَهُ، لَهُمْ مِنْهُ هَذَا الذَّمُّ والعِقَابُ بِقَدْرِ مَا يَفْتَحُونَهُ، فَإنَّ صَلاحَ العَقْلِ، واللِّسَانِ مِمَّا يُؤْمَرُ بِهِ الإنْسَانُ، ويُعِينُ على تَمَامِ الإيمَانِ، وضِدُّ ذَلِكَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015