(فَكَيْفَ لا تَسْتَحِي أُمَّةٌ تَرْكُضُ لِبِنَاءِ مَجْدِهَا وعِزِّهَا وهِيَ مُصِرَّةٌ على الحِنْثِ العَظِيمِ; إذْ تَرْفُلُ بِلِبَاسِ عَدُّوِهَا، في نَشْرِ اللَّهَجَاتِ العَامِيَّةِ، والعَصَبِيَّاتِ القَبَلِيَّةِ تَحْتَ مَظَلَّةِ «شَاعِرِ المَلْيُون»؟ ألَمْ يَعْلَمُوا أنَّ اللَّعْنَةَ لم تَزَلْ تُطَارِدُ دُعَاةَ العَامِيَّةِ مُنْذُ صَاحَ بِهِمُ أهْلُ العِلْمِ الرَّبَّانِيِّيْنَ، وحُمَاةُ الفُصْحَى الغَيُوْرُوْنَ؟!

ألَمْ يَعْلَمُوا (أيْضًا) أنَّ دُعَاةَ العَامِيَّةِ: هم دُهَاةُ حَرْبٍ، ومِعْوَلُ هَدْمٍ، بَلْ سُوْسَةُ نَخْرٍ في جِسْمِ الأمَّةِ المَرْحُوْمَةِ؟ ... فلْيَحْذَرِ المُسْلِمُ مِنْ سَنَنِ طَرَائِقِهِم، وليَتَجَنَّبْ سَبِيْلَهُم؛ فإنَّ لهُم طَرَائِقَ مُلْتَوِيَةً في بَثِّ النَّعَرَاتِ الجَاهِلِيَّةِ، كَما هُوَ مَاثِلٌ في دَعْوَتِهِم إلى الشِّعْرِ «النَّبَطِيِّ»، ولاسِيَّما فيمَا تَبَنَّتْهُ القَنَوَاتُ الفَضَائِيَّةُ مِنْ خِلالِ مُسَابَقَةِ «شَاعِرِ المَلْيُوْن»!

نَعَم؛ فَإنَّ بِسَاطَ الخَوْفِ لم يَزَلْ في تَمَدُّدٍ مِنْ دُعَاةِ «النَّبَطِيِّ»، الَّذِينَ لَمْ يَزَالُوا يَنْتَشِرُونَ في الجَزِيرَةِ العَرَبِيَّةِ في السَّنَواتِ الأخِيرَةِ انْتِشَارًا كَبِيْرًا مِمَّا يُلفِتُ النَّظَرَ، ويَسْتَرْعِي الانْتِبَاهَ، مِمَّا يَبْعَثُ هَاجِسَ الرِّيبَةِ في نِيَّاتِ الَّذِينَ يَسْعَوْنَ إلى نَشْرِهِ بِكُلِّ ما يَمْلِكُوْنَ مِنْ قَنَوَاتٍ إعْلامِيَّةٍ، ممَّا كَانَ سَبَبًا كَبِيْرًا في دَفْعِ شَبَابِ الأمَّةِ إلى مُخَالَفَةِ لِسَانِهِم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015