وَقَالَ سُلَيْمَان بن عبد الْملك وَالله مَا كَاد يغيب عَن ابْن عبد الْعَزِيز فَمَا أجد أحدا ينقه عني شَيْئا وَلَا أفقهه مِنْهُ
وَقَالَ عمر بن عبد الْعَزِيز من لم يصلحه إِلَّا الغشم فَلَا يصلح وَالله لَا أصلح النَّاس بِهَلَاك ديني
وَكتب عمر بن عبد الْعَزِيز إِن اسْتَطَعْت أَن تكون فِي الْعدْل والإصلاح وَالْإِحْسَان بِمَنْزِلَة من كَانَ قبلك فِي الظُّلم والفجور والعدوان فافعل وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه
قَالَ وَجَاء رجل من أهل الْمشرق هُوَ وَابْن أَخ لَهُ فاختصما عِنْد عمر بن عبد الْعَزِيز قَالَ بَيْنَمَا الشَّيْخ يُرِيد الصِّلَة وَالصُّلْح إِذْ غضب فدعته نَفسه إِلَى القطيعة فَنظر إِلَيْهِ عمر فَقَالَ مَا رَأَيْت أحلى مِنْك وَلَا أَمر وَلَا أبعد وَلَا أقرب بَيْنَمَا أَنْت تُرِيدُ الصِّلَة وَالصُّلْح دعتك نَفسك إِلَى القطيعة وَالظُّلم وَله شاربان قد غطيا فَاه فَقَالَ يَا مينا لحجام لَهُ أخرج هَذَا الشَّيْخ من الصَّفّ ثمَّ خُذ لي من شَاربه ثمَّ ائْتِنِي بِهِ فَفعل فَقَالَ عمر هَذَا أطيب وأنظف مَعَ الْفطْرَة هَلُمَّ إِلَى الصُّلْح أَيهَا الشَّيْخ أَنْت وَابْن أَخِيك قَالَا نعم فَأصْلح ذَات بَينهمَا فَرفع عمر يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاء وَقَالَ الْحَمد لله
وَلما حضرت عمر بن عبد الْعَزِيز الْوَفَاة قيل لَهُ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ اكْتُبْ إِلَى