جُمُعَة فيحدثه ويأنس بِهِ فافتقده لَيْلَة فَأصْبح حَزينًا فَلَمَّا رأه سَأَلَهُ مَا أَخّرهُ عَنهُ فِي إبانه الَّذِي كَانَ يَأْتِي فِيهِ فَقَالَ إِنَّا معشر الشُّهَدَاء أمرنَا أَن نشْهد جَنَازَة عمر بن عبد الْعَزِيز فورخ ذَلِك الْيَوْم فَجَاءَهُمْ الْخَبَر أَنه مَاتَ فِي ذَلِك الْيَوْم رَحْمَة الله عَلَيْهِ ورضوانه
قَالَ وبينما امْرَأَة بِالْكُوفَةِ ذَات لَيْلَة تغزل فِي كوَّة إِلَى سفل وَمَعَهَا ابْنة لَهَا إِذْ وَقع مغزل ابْنَتهَا فاطلعت من الكوة لتنظر مَكَانَهُ فَإِذا هِيَ بِحَلقَة نسَاء فِي السّفل كحلقة المأتم وَفِي وسطهن امْرَأَة وَهِي تَقول
(أَلا قل لِنسَاء الْجِنّ يبْكين شجيات ... ويخمشن وُجُوهًا بَعْدَمَا كن نقيات)
(ويلبسن عباء بعد جر الفر قبيات ... ويردفن علوجا بَعْدَمَا كن حظيات)
ثمَّ يَقُول من كَانَ حولهَا وأمير المؤمنياه وأمير المؤمنياه فَقَالَت الْجَارِيَة لأمها أما تَرين مَا أرى قَالَت وَمَا تَرين فاطلعت الْأُم فَإِذا هِيَ ترى ذَلِك فَلَمَّا أَصبَحت نظرت اللَّيْلَة فَإِذا هِيَ اللَّيْلَة الَّتِي مَاتَ فِيهَا عمر بن عبد الْعَزِيز رَحمَه الله
قَالَ أَبُو الطَّاهِر ولي عمر بن عبد الْعَزِيز سنة تسع وَتِسْعين وَسنة مائَة وَسنة إِحْدَى لم يستكملها فَكل مَا ولي الْخلَافَة سنتَيْن وَأَرْبَعَة أشهر وَبَعض شهر وَلم يستكمل قَالَ أَبُو الطَّاهِر وَلم يل الْخلَافَة وَاحِد من أَصْحَاب النَّبِي عَلَيْهِ